أتسأليني ما الحنينْ؟
وأنا الذي أحيا به
كالماء، آلاف السنينْ
من عصر نوحٍ
كانت الأمواج تعصِفُ بي
وكانت فرحتي في الغَابرينْ
وتبِعتُ مُوسى
والحكيم رفيقنا
والتِّين والزَّيتونِ
والبلد الأمينْ
ولأجل هِيلينا تركت مراكبي
لأخِيل يُحرقها
لأحظى بالثمينْ
وعلى هدير الزِّير في الهيجاء
كانت صرختي
تنعي كُليب العَاقرينْ
وبكيتُ صخراً
عندما نادت به الخنساء
عند عُكاظ
في شعرٍ حزينْ
ونَهَرت قَيساً
كيف يصرعُه الهَوى
ورأيت ليلى للعقِيلي تستكينْ
وعلى حُدود الصِّين واجهت الرَّدى
وشَهِدتُ جِنكيزاً يُسطِّرُ ما يُشينْ
وأتيت غاندي والسَّلامُ يلفهُ
والجُوع يصنعُه أميرَ الزَّاهدينْ
ورأيتُ أرضي والسِّلاح يَهُدها
ونصحتُ قومي بالجِهادِ،
ولم أُعينْ
أنا شاعرٌ يا حُلوتي
قد عاش في مأساةِ من سَبقوه
من زمنٍ دَفينْ
عُمري دهوراً
كيف لا
وأنا وأشعاري عَبَرنا
في شِعاب العَالمينْ
ترك الحَنينُ علامةً في دفتري
وأتتْ كتاباتي تُؤرخ للأنينْ
وحدي أهيِمُ على المدى
أقْـفـو السَّعادةَ
والأسى
في كعب رجلي كالقرينْ
خانوني الأصحاب
والأحباب عافوني
وحاصرني الأعادي في العَرينْ
ما عُدت أحمِل من حياتي
غير ثوبٍ مُنهكٍ
وعصاً وسجاداً ودينْ
والذكرياتُ المؤلماتُ
وحاضراً أعمى
يقود خُطاه شيطانٌ لَعينْ
يا حلوتي إن خانك الأصحاب
أو هجَرَ الحبيب
فكم هُجرْتُ ولم أَلينْ
أو عِشتِ وحدة عاشقٍ
فأنا السَراب بعينه
لا شيء في عُمري يَقينْ
لا تسألي مثلي
فإني لم أعد أحيا
سوى روحاً تُحيط بخائفينْ
ناضلتُ كُـلَّ القَاهرين
ولحِقت بعض الصَّالحين
وأموت في وضعٍ مُهينْ
والناسُ تنساني
وتذكرُ ما عداي
ولا يظلُّ من الرَّباب سوى الرَّنينْ!!
لا تسأليني ما الحنينْ
فلربما عايَشتِه يوماً
ولكني أُنادمه سنينْ
وتأملى تلك الرُبى
والطير يصْدح في وجوه الضاحكينْ
والورد يفتح خدَّه للكائنات
لتستقي منه المَعينْ
لا تنظري للغيم والأصقاع،
والصَّحراء خليها
لحُزن القَانطينْ
من يُبصرون الشَّوك في الأزهار
لا يرجون من دُنياهمُ
خيراً مبينْ
فإذا إدكرتِ رِسالتي
لا تنقُـلي عني سوى
أنّي على حُزني مكينْ
لا تقطفي مني اليباب
ولا تسيري سيرتي
وتحصني حِصناً حصينْ
مَنْ زارَ أطلال الهوى
ومضى بها
حَمِد الإله على خيامِ العاشقينْ!!
صنعاء 16 يونيو 2011م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق