إنا خٌلقنا في كبدْ
والدهر لا يُرضي أحدْ
والناس، إما شاكرٌ
أو كافرٌ
أو من جحدْ
مهما غنِمتَ من الحياة
وذاع صيتك يا أخي،
فإن إسترحت من الأذى
لن تستريح من الحسَدْ
هي سُنةٌ نحيا بها
لا القهر ينفعها!
ولا الإعراض يدفعها!
ولا يُجدي الكمدْ
****
أتُرى الشقاء رفيقنا!!
أتُرى البلاء طريقنا!!
أتُرى العذاب مصيرنا!!
يا رب أسألك المددْ
أين السعادة يا أبي؟
أين البراءة يا أخي؟
أين الطفولة؟
ليتها قد عايشتني للأبدْ
يا لـيت أُمي لم تلدني
للعذاب يسومُني ويسومُها
ياليتها جاءت إلى الدنيا ولَدْ!!
***
تتساقط الأيام،
تندحر السنون،
ولا أرى في وجه أمي
غير خوفٍ فوق عينيها إتقدْ
خمسون عاماً
نصفها وجلٌ
ونصفٌ في العناء
وليتَها، وجدَت على كِبرٍ
بأعتابي رَغَدْ
ذهبَ الطموح
وفرَّ مني طالعي
ورئيت أحلامي وأوهامي
كطفلٍ فرَّ من وجه الأسد!!
***
يا زوجتي مهلاً
ألا تتفكري؟
وتدبري: ماذا جنينا،
بعد عقْدٍ قد قضيناه نَكَدْ؟!!!
يا صُحبتي حقاً شَرُفت بكم أنا
لما مرضتُ، وجدتكم حولي
(بأحلامي)!!
فلم أُحصي العدد!!
يا أمتي غصباً يخالجني الأسي
وأنا أشاهُد قادتي،
أعتاهُمُ لا ينحني،
ببلاط أمريكا سجَدْ!!!
***
حقاً خُلقنا في كبد
والدهر أصبح عُذرنا
شماعةٌ نُلقي عليها
كل أخطاء البلدْ
حقاً فقدنا حُلمنا
وتهاوت النكبات فوق رؤوسنا
لم يبق في نياتنا بعض الجَلَدْ
أنبررُ الأخطاء بالأخطاء؟
لا
أنُقبّلُ الأعداء ...؟
لا
فالقُبةُ البيضاء[1]
ليس لها عَمَدْ
***
قد نستَخِفُ بحالنا،
قد نستدين بقاءنا،
لكننا يا أخوتي
صرنا نلوذُ بكافرٍ دون الصَّمدْ
صرنا نحارب بعضنا
صرنا نروّج عِرضنا
كي يرضى عنا ربنا
ذاك الخَصيّ
إبنُ القِردْ
صرنا نصُون حُدودنا
في وجهِ إخوانٍ لنا
ونقول هذا دينُنا
دين الموانع، والجسَدْ
***
إنا خٌلقنا في كبّدْ
والدهر لا يُرضي أحدْ
وأنا رضيت بقسمتي
ورضيتُ أن أحيا بـِكَـدْ
وعلمت أنّي تاركٌ
ومفارق لأحبتي،
ولُصحبتي، لاشيء يبقى،
غير وجهك يا أحدْ
حتى ولو خان الصديق،
ترك الرفيق،
ضاق الطريق،
وتكالبتُ فوقي الذئاب
وأقبلتْ من كل حَدْ
أملي بتاريخي كبير
وبأمتي وديانتي دوماً ألوذْ،
البحرْ لي،
ولكل أعدائي الزَّبَـدْ....!
صنعاء 5 مارس 2010م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق