حللت أهلاً ونزلت سهلاً

مرحباً بك أيها الزائر الكريم في صفحة شاعر من اليمن تتفيأ في ظلال الحروف والقوافي التي نتمنى أن تنال إعجابك ورضاك. "شاعر اليمن" هي صفة ميزت شاعر هذه المدونة عن غيره من شعراء الوطن العربي في المنتديات والموسوعات الأدبية على الشبكة العنكبوتية، وهي ليست حكراً عليه، فهناك قامات شعرية يمنية عالية في سماء الأدب العربي.

الجمعة، مايو 06، 2011

حيى على الغضب!


(يوم الإعتداء الإسرائيلي الغاشم على قافلة الدعم التركية لإخواننا المحاصرين في غزة)



يا أمـة الضـاد! مـال الضــاد لـم يُجِبِ
أكــان إسـمـكِ فـي ذهـني هو العَربي!
أكــان بالعـين أم بالـغـاء، جـئـت أبي
فـقــــــــال كـــلا، فلسـنا أمــةُ الكُــتب
ولـيــــس فـيــنـا رجـــــالٌ إنمـا مُسـخٌ
فـيـــــــنـا مــلامـح إنســـانٍ بـلا ذنَــبِ
عمـامة الـرُشـد صـارت رَبطةٌ، وغدى
(شمِاغنا) – فخـرُنا - مستوردٌ النَّسب
والثــــــوب صـــار إزاراً، مَـثّـَلـون بـه
وأستـُبــــدل السـيـفُ بالأزهار واللُعب
نبــعُ التـفـــــاهــة نحـن الآن يـا ولدي
ومَصنع الخِــــزي والإسفـاف والكَـذِب
غـيـابـةُ الجُـب صـارت دارُنـا، وعَتـى
أخـــوانُ يـوســــف فـيـنا دونمـا سَبـب
نـحـن الذين صنعـــنا الحرب سِيرتـنـا
قد صــار ديـدنُنـا الإمعــانُ في الهَـرب
لا نشـــــرب المــاء صـفـواً بـل نٌكـدره
والطـــفل نفطمه يا عمـرو[1]بالطـَّرب
أقـداحـــــــــنــا ذهــبٌ فـي كـف قـادتنا
وفي يدينا بقـــــــايـا السُّحـت كـالذَّهب
وأرضـنـا قِـبــــــــلـةٌ للـطــامـعـين بـها
صِرنا الحجيج، وصَاروا سَــادةَ القبب
من فرَّقــونا، ولـمَّــــوا رِزقـنا، وشَروا
وعـــاقروا عِــرضــنا، في كــل مُنقَلب
وذبَّحـــوا أهلنا في القُدسِ، وأنتـهكوا
أرضَ العـــراق وباقي العــالم العربي
لا نَستــــحي أن نرى إخونــنا انذبحوا
ونستـحـي أن نُـرى أتـــــباع خير نبي
ويغــــضب التُركُ عـنـا، بعدمـا يأسوا
لله درهـمُ مـن نـســـــــــــــلِ كــل أبـي
عبدالحـمـيـد أبـى التهـــــــويدَ يَنصُـره
وها هو النصرُ يحيا الآن في رَجبِ[2]
صــانو الخلافة والأقصـى وما فتـئوا
في كـــــل موقــعةٍ يعلـون في الـرُتبِ

سألتـه غـاضـــــباً: والعُـربُ يـا أبـتي
فرد مُنـكـــــسراً: يحيون في الشَّـجَـبِ
لايغـضـــــبون ورب البيت! قد فـقــدوا
معــنـى المـروءةِ والاحسـاسِ والأَدبِ
الكـون يغــــــضب يـا أبني ألست ترى
هذي الأعاصيرُ والأضواءُ في السُّحب
حتى البراكـــين ثارت والصُخور هوَت
والأرضُ من غيـــــظـها تهـتزُ كالقَصَب
وأنت من أمــةٍ كــــــــــانت تُـفـيـق على
صوت الجهاد، فيُحيي الدينَ بالقُضُبِ[3]
متـى تـفـيـقــــــون يـا إبـنـي، فنسمعها
من كُــــــــلِّ مـإذنـةٍ: حيى على الغَضَب!

ميونخ - ألمانيا 9 يونيو 2010م



[1] عمرو بن أم كلثوم الشاعر الجاهلي الذي قال
(ونشرب إن وردنا الماء صفواً     ويشرب غيرنا كـــدراً وطينا
لنا الدنـيـا ومن أمـسى عليـــها      ونبطش حين نبطش قــادرينا
إذا بـلـــغ الرضيــع لـنا فطاماً       تخــر له الجبــابر ساجــدينا)
[2]  رجب طيب أردوغان
[3]  السيوف




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق