حللت أهلاً ونزلت سهلاً

مرحباً بك أيها الزائر الكريم في صفحة شاعر من اليمن تتفيأ في ظلال الحروف والقوافي التي نتمنى أن تنال إعجابك ورضاك. "شاعر اليمن" هي صفة ميزت شاعر هذه المدونة عن غيره من شعراء الوطن العربي في المنتديات والموسوعات الأدبية على الشبكة العنكبوتية، وهي ليست حكراً عليه، فهناك قامات شعرية يمنية عالية في سماء الأدب العربي.

الجمعة، مايو 06، 2011

عبدالحميد



عبدالحميدْ،
كم عاش، دون الناس
الأيام في أعرافه
أيــام عيدْ؟!!
لا مال يكفيه،
ولا أوضاع تُرضيه،
ومهما زدتَـه،
يبغى المزيدْ!
للقات يبذلـهُ
فلا عقلٌ
ولا عملٌ
ولا وجلٌ
من المولى أكيدْ!
في شُغله متأخرٌ
متجهمٌ
يترقب العُملاء
أيهُمُ يصيدْ
ليلمَّ "حق القات"
من هذا وذاك
مات الحياء بوجهه
وغدى فقيدْ
القوتُ أخر همهِ
والقات مبلغ علمهِ
قبل الغداء
تراه في سوق العبيدْ
يتأمل الأغصان كالأنثى
يشم أريجها
في لوعة الصَبِّ العميدْ
أطفاله يتضورون
ما همُهُ!
فلهم إله إسمه العاطي المجيدْ
ما همه!
جيرانه بديونه يتخبَّطون
مهما تسلَّـف لا يُعيدْ
ما همه!
ما دامت الأغصان ملك يمينه
بوصالها يبدوا سعيدْ
في غُرفةٍ موصودةٍ
ومداعةٍ[1] منصوبةٍ
خديه كالورم الحميدْ!!
يتأمل الدنيا
ويفصل شحنه
عن أهله
عن ناسه
يمضي بعيدْ
أقرانه من حوله
يتناقشون
ويصلحون كل المأسي
في الوجودْ
وإذا بصاحبنا يعود
وتعود تغطيةُ الثقافة
فيه والوعي الرشـيدْ
يضع الحلول
وحديثه الزاهي يطووووول
نظريةٌ يبني وإعجازٌ جديدْ
الأقتصاد يُشيده
والأكتفاء يُعيده
ويُعيد مجد الأمس
واليمنَ السعيدْ
ووراءه خلفَ الجدار
أطفاله يتقاتلون
على البلاط،
على "العصيدْ"[2]!!
وتمر ساعات النضال
ما بينها (قيلٌ وقال)
ويعود صاحبنا وحيدْ
أخلاقه مسعورةٌ
أفكاره موتورةٌ
البيت يملئها وعيدْ
لا شيء في كفيه
مما لَـمَّـه طول النهار
يا سادتي:
فقَدَ الرصيدْ!!

صنعاء 8 أبريل 2010م



[1]  المداعة: هي أداة لتدخين التبغ مثل الشيشة أو الأرجيلة
[2]  العصيدة: هي غذاء الفقراء وهي مزيج من القمح مخلوط بماء حار على هيئة عجينة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق